أصحاب السوء بقلم محمد ابو بكر

[ أصحاب السوء ]
---------
كُنت فى ريعان شبابى أهوى الجمال ودائما جميله ثيابى
-------
لا أمشى فى الارض مرحا مغروراً
 لكنى كنت دائماً مبتسم للأخرين ومسروراً
 ُأحب الحياه وأُحب معها أحلامى
--------
أُمى تُحبنى
 وأبى يجلنى
 وإخوتى يعشقون كلامى
---------
كانت دُنيتنا جميله ْ
كُلنا نبتسم للحياه وفى حمدٍ لله على نِعمهِ الكثيرهْ
 ما كُنت أعلم أنى سوف أذهب بقدمى إلى أحزانى
---------
ووجدت أصحابى إلىّ يبتسمونْ
 ويقولون لى أنت مجنونْ
 لماذا لا تعيش الحياه مثلنا وتنعم بالجمالِ وتترك الشجونْ
 فقُلت تعجبنى هكذا حياتى
--------
قُلت لهم أصحابى أنتم أحبابى
 ولذة الحياه  هى ثوانى
 وأجمل ما فيها طاعة الرحمن فكل ما فيها فانى
--------
قالوا سوف نتوب
 إن قدر لنا المتوب
 وهناك رب غفور فلما من العيش نُعانى
--------
تعالى معنا صديقنا
 نلهوا ونعيش زمننا
 فالعُمر يمضى والهِرم لم يتركنا فهو أتى
--------
خُذ هذه السيجاره إشربها ولا تخفْ
 هى عباره عن سعاده لا تنتهى ولا تقفْ
 فقلت لهم إلتمسوا لى أعذارى
--------
فقالوا لى أنت صغيرْ
 ولن تكون كبيرْ
 وسوف تظل معقد ومنطوى أينما تسيرْ
 فحديثهُم لىِ كأنهُ أغرانى 
---------
وأخذت السيجارهْ
 وفيها المخدر دخانهُ قذارهْ
فشربتها لأثبت لهم أنى رجل وبجدارهْ
 وقُلت لهُم لا أحد يتحدانى
--------
ووجدتُ الدُخان قد خدرنى
 وذهبتُ أبتسم دون أن أدرى
وفى حديثى أخذتُ أهذى
 والدُنيا تهتزُ من ورائى ومن أمامى
---------
وجلسنا نبتسمْ
 وكأن الضحكات بيننا تقتسم ْ
وتعلوا الضحكات ثم للصمت  نلتزمْ
 ثم نضحك على أى شىء ماضى أو أتى
---------
واليوم الثانى كانت نفس السيجارهْ
 ومعها  حبايهْ
 قالوا لى إنها أجمل حكايهْ
 وكأس كان هو النهايهْ
 لكُل أمالى
---------
وذهبت فى دُنيا أُخرى معهمْ
 دُنيا من غيرى كانت تجمعهُمْ
 ونسيتُ بيتى والتزامى
---------
نسيتُ أُمى وإخوتى
 وأبى الذى كان يُحبنى
 ويرعانى
-----------
حتى أُمى علمت فبكت أُمى
 ورأيت دموُعها تحرقنى
 وتتألم من دموعها وجدانى
---------
ورأيت أبى يضع رأسهُ على كتفى
 ويقول لى إبنى
 ما قصرتُ معك فمن فينا الجانى
---------
قال يارب لا تخذُلنى فى أولادى
---------
ووجدت إخوتى ينظرونْ
 إلىّ ويبكونْ
 على حالى الذى تبدل وعلى بؤس أحوالى
---------
فخرجتُ أجرى كالمجنونْ
 وذهبتُ إلى أصحابى تهزمنى الظنونْ
 وجسدى يريد المُخدر وتشتاقُ لهُ دِمائى
----------
ووجدتُ أبى على يُنادى تعالى إبنى وفلذة فؤادى
--------
عُد حبيبى إلى رُشدكْ
 عُد إبنى إلى عهدكْ
 ولن تُعانى
-----------
وأخذنى إلى الطبيبْ
 وقلت له سامحنى أبى الحبيبْ
 فوجدتُ بُكائهُ أدمانى
---------
وقُلت للطبيب أُريد العلاج من إدمانى
---------
فقال لى هى عزيمتكْ
 وسوف تعود إلى دُنيتكْ
 فهل أنت مُستعد للتفانى
-------
قال لى عد إلى الله
 وادعوه فى عُلاه
 ليس لنا ربٌ سواه
 فقُلت ربى إرحمنى من عذابى
--------
لن أعودْ
 وسوف أُجدت العهود ْ
على أن أكون كما كُنت إنسان مثالى
----------
سامحينى يا أُمى
ولا تبكِ حبيبتى لا تزيدى همى
 سامحونى يا أهلى فأنتم أحبابى
------
ومضت الشهورْ
 وعادت إبتسامتى فى البيت تدورْ
 وتعلمتُ من غلطى الذى أضنانى
-------
وفارقت أصحاب السوءْ
 وما فارقت الوضوءْ
 وأصبحت أخشعُ فى صلاتى
---------
وعادت ابتسامة أبى
 وأُمى    وإخوتى
 وعادت البهجه فى حياتى
-----------
بقلم محمد ابو بكر
-------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملئت العيون للشاعر رضا سعد

عاش الشعب للشاعرة عواطف البو زيدي

الشام تضمني للشاعرة السورية ليلى غبرا