عودة أبي للشاعرة حسناء سليمان

هديّتي لصديقتي Aicha Labidi

عودة أبي !...
اللّيلُ يقرع الأبواب...
النّوم يكحّل عينيه بالنّور!...
أهلاً بك أيّتها الحرّيّة المتسلّلة من الشّجر...
خذيني إلى عالمكِ السّحريّ...
أبي !... عُدْتَ؟!،..
كلّ ليلةٍ تأتي في هذه السَّاعَة ...
تهمسُ في أذنيَّ  وأستفيق ...
صوتُك ينادي في أعماقي!...
أسمعُكَ... أرى طيفكَ!...
تداعبُ خصلات شعرِِ أحفادِكَ...
 يدُكَ يدي!...
أفكارُكَ تتفتّح وروداً في دنياي...
كلماتك راسخةٌ في قلبي وعقلي...
الأرض حيث زرعْناها الأحلام!...
فانيةٌ عند قدميك!...
أبي !... أنت نور الخيرِ فينا!...
أنت ملاكي!...
أصبو إليك في كلّ حين...
تتشبّثُ عيناي  بطلّتِكَ...
سأبعدُ الشّمعة رفيقة كلماتي!...
لأنّك قمري!...و قدوتي!...
إِنَّكَ صلاتي!...وحياتي!...
ما أروع اللّيل؟...
وعودة الرُّوح !...
السّعادة تطير بي!...
والجوّ صفاءٌ ونقاء!...
عَلِقَ نقاشُنا بعقاربَ الفراق!...
نتابعه اللَّيْلَة!...
نجدّدُ غبطة مناصرةِ الحقّ  ...
 وقول الحقيقة!...
تنفَحُ فينا ذاك الإحساس!...
شذىً ... من نسج الصّدق...
من لون الضّمير...
ما أروعك أبي !...
أسْكُتْ عن الصّياح أَيُّهَا الدّيك...
أبي يُلملمُ ذاتهُ مستعدّاً للرّحيل!...
جزءٌ من كياني ينفطر...
والشّوق في فؤادي يحتضرُ؟...
رحل أبي !...
لكنّه يا ليلُ !...
سيعود!...

 ( في اللَٰيل والكّل نيام يعود أبي إليَّ مع الحرّيّة !... ويرحل عند صياح الدّيك مع فجر اليَقظة !...)