عاد المطر يا حمص للشاعرة رهف خضير

عادالمطر ياحمص ...ياحبيبة المطر....
ثمة صوت كان يناديني ولم أعرفه..التفت خلفي ولم أجد أحد..مشيت وحدي في هذا الطريق الطويل وحبات المطر تسابق أقدامي كان الناس من حولي يركضون هربا منها..هؤلاء ذاتهم من كانوا يستنجدن قدومها حين كانت تلسعهم حرارة آب..معادلة الغياب معادلة واقعية خفية فكلما ابتعدت عنا الأشياء كلما زاد حنيننا إليها وكلما تجاهلنا وجدها فيما لو امتلكناها بقربنا...على الرصيف المقابل كنت أرى نفسي طفلة صغيرة أمسك بأصابع أمي التي كانت تدثر رأسي بثوبها بينما تتبلل وحدها بدلا عني...عبرت المنصف الرئيسي وأصبحت أنا وحدي أتفيأ بالأبنية قليلا ثم وصلت ألى الدوار توقفت قليلا ومشيت بثبات..لفحتني قطرات البرد القوية وأجبرتني على التقدم مسرعة بين أصوات السيارات والعجلات التي لاترحم ملابسنا من التبلل ببقايا وحل لازال نديا ونظرات من سبقني من الناس واستطاع ان ينجو ويسلك طريقا تحت شرفات المنازل واكتشفت الآن أنني أسير على طريق ضيق وحين التفت خلفي شاهدت أما تدثر طفلها الصغير بينما تتناثر منها قطرات المطر....جميعنا في الغياب متساوون لافرق بيننا..لن نمتلك فصلا جديدا اذا ما فقدنا فصلا أخر...ونحن كنا وسنبقى على عتبة الغياب نحن ونشتاق..نحارب..نكابر..ونعيش
حمص23/10/2019
التاسعة مساء
رهف خضير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملئت العيون للشاعر رضا سعد

عاش الشعب للشاعرة عواطف البو زيدي

الشام تضمني للشاعرة السورية ليلى غبرا